نشرة كانون الثاني ( يناير) | أهميَّة الحِراثة - الدُبال - الأسمدة |
|
إن الحراثة الجيدة هي التي تجعل الطبقة العليا من التراب - أول 30 سنتم - مفتّتة و مكسّرة. هذه الفُتاتات تسمح للماء ( الناتج عن المطر أو الري) بالتسرّب نحو الجزء السفلي من التربة عبر المسامات الناتجة عن الحراثة. تسمح هذه المسامات الصغيرة الناتجة عن حرث الجزء الأعلى من التراب بوصول الهواء و الماء إلى جذور النباتات.
شرح: عند هطول المطر يُنقع الجزء الأعلى من التربة - المحروثة - بالمياه جيدا حتى يتشبّع. بعد ذلك يتجه الفائض من المياه نحو الجزء السفلي من التربة. إن أهمية حراثة التربة هو حمايتها من التحول إلى تربة مُثقلة بالمياه, أي غير قابلة على إمتصاص الماء الفائض و توجيهه إلى باطن الأرض. تنمو الجذور بسهولة أكثر في الأرض المحروثة و ذلك لوجود تلك المسامات التي تزوّدها بالماء و الهواء - أنظر إلى الرسم الثاني. أما لو حدث أن ثقُلت التربة بالمياه, فإن النبتة ستختنق كما يختنق الذي يغرق في مياه البحر.
الدُّبال: الدُّبال هي مادة تنشأ من بقايا النباتات و الحيوانات في التربة - بعد أن تتحلّل - و هي تشكل الجزء العضوي من التربة. يساعد وجود هذه المادة في التربة على الحفاظ على صرف جيّد للتربة, و هكذا تضمن تهوئة جيدة. تساعد هذه المادة في المحافظة على رطوبة التربة. لا يمكن للنبات أن يمتص المواد الغذائية التي توفّرها المواد العضوية إلا إذا كانت متحلّلة حيث يمكن عندها لجذور النبات إمتصاص المواد الغذائية منها.
التسميد: السماد هو المصدر الغذائي الأساسي للنبات حيث يمد النبات بالعناصر الغذائية اللازمة لنموه. بعد تحلّل السماد في التربة يشكل مادة الدّبال. و تتوقف كمية السماد المطلوب إضافتها و مواعيد إضافته على نوعية النبات و طبيعة التربة و الظروف البيئية السائدة في منطقتك. و هناك نوعان من الأسمدة:
1_ الأسمدة العضوية:
يجب أن تكون الأسمدة العضوية متحللة ومعقمة وخالية من الشوائب الغريبة من بذور وحشائش وحشرات, وعادة تضاف إلى التربة قبل الزراعة (بمدة شهر تقريبا). يتم نكش التربة جيدا بالمعول و يُضاف السماد العضوي على عمق 15 سم تقريبا. ومن أمثلة الأسمدة العضوية: زبل الدجاج و البقر و بعض الحيوانات الأخرى, و مخلّفات الحديقة كأوراق الأشجار المتساقطة. كل ذلك يمكن طمره تحت التراب و يُستخدم كسماد عضوي. بعد إضافة السماد و زرع النباتات يمكن إضافته كل حين من خلال وضع كمية منه على سطح التربة إلى جانب النباتات.
2_ الأسمدة الكيماوية:
يوجد منها أنواع عديدة مركبة من عدة عناصة (النيتروجين, بوتاس ...), أو أحادية العنصر كما في السماد الآزوتي المستخدم بدرجة كبيرة في المشاتل. يمكن إستخدام الأسمدة الكيماوية عن طريق رشها على سطح التربة و لكن يكون ذلك - عادة - في الفترة التي تكون فيها الخضراوات قد ظهرت أوراقها.
فائدة الأسمدة العضوية و الإصطناعية
1-الأسمدة العضوية: تساهم الأسمدة العضوية في جعل التربة الطينيّة أخَفّ و أطرى, و التربة الرملية أكثر قابلية على إحتجاز الماء. "العضويات" أطلق عليها هذا الإسم لأنها تشكلت من أشياء كانت على قيد الحياة - من نباتات و حيوانات - و أحسن مثال على الأسمدة العضوية هي أسمدة المَزَارع, و هي عبارة عن روث ( أي براز أو خرء) الطيور الداجنة و الثديات. و هناك أسمدة عضوية أخرى تتشكل من حوافر الحيوانات و قرونها أو دمها (بعد أن يجف), باللإضافة إلى صوفها أو وبرها, و أخيرا قد تحتوي على لحمها و عظامها. إن الأسمدة العضوية يمكن تصنيعها بأيدينا و ذلك بتجميع أوراق الأشجار المتساقطة بالإضافة إلى مخلّفات الحديقة - من نباتات ميتة أو تم حصدها ... ثم إستعمالها أخيرا كأسمدة و وضعها على كعوب النباتات أو طمرها بالتراب.
2-الأسمدة الإصطناعيَّة:تسمى أيضا بالأسمدة المعدنية. قد يعتقد البعض أن الأسمدة الإصطناعية ليست جيدة كالعضوية, وهذا خطأ, بل إن كلاهما يزوّد النباتات بالغذاء و لكن بكميات و أساليب مختلفة - فالأسمدة العضوية عموما تتعفّن ببطأ و بالتالي تقوم بتزويد النباتات بالغذاء بشكل مستمر بنسب قليلة مقسمة على فترة نمو النبات. أما الأسمدة المعدنية فمفعولها فوري, و هي تأمن المواد الغذائية للنبات بعد أن تذوب. أهم الأسمدة المعدنية هي التي تحتوي على 7% نيتروجين (N) و 7% فوسفات (P 2 O 5) و 7% بوتاسيوم (K2 O). إن 20 كلغ من الأسمدة المعدنية تكفي لتسميد 250 متر مربّع. قبل البدأ بالتبذير أو الزراعة ببضعة أيام يجب رش نصف كلغ من الأسمدة المعدنية بطريقة نظامية على مساحة (8.5 متر مربع) من الأرض المنوي زرعها, ثم تُعزق (تُنكَش) التربة بلطف لكي تنطمر حبات السماد.
>>المزيد عن الموضوع:
-مواد عضوية لتربة حيوية
-
----- >> عودة إلى الصفحة الرئيسية للزراعة