بقلم المهندس صبري الغنيمي* المنطقة العربية من الناحية الجغرافية تقع فى النطاق الصحراوى الجاف حيث لايوجد فى المنطقة من الآنهار الجارية سوى عدد محدود من الانهار. وبحكم طبيعة الصحراء فى هذة المنطقة فإن الحياة البشرية والتنمية الزراعية يعتمدان فى المقام الأول على المياة الجوفية كمصدر وحيد للمياة. وشهدت المنطقة العربية ومنذ زمن بعيد إبتكار نظم القنوات و الأفلاج لتوجية المياة الجوفية المتدفقة تحت ضغط من العيون والينابيع نحو الحقول والمناطق الصحراوية وذلك فى بعض مناطق شبة الجزيرة العربية.
وقد بدأت محاولات البشرية ومنذ القدم التعرف على العمليات الطبيعية الحاكمة لحركة المياة وعلى الأنظمة الطبيعية المحتوية على المياة وحساب معدلات سريان المياة بينها وداخلها وفي غضون القرنين الماضيين تم إتباع المنهج العلمي فى رصد الظواهر وجمع البيانات ووضع النظريات الهيدرولوجية وتمت الإستعانة بمنجزات أخرى فى علوم الفيزياء والكيمياء والجيولوجيا. ومن السهل على الإنسان التعامل مع المياه السطحية لأنه يراها تجرى فوق سطح الأرض وقد استطاع الإنسان التحكم في تصرفات الأنهار وإضافة المياه إلى التربة لري النباتات غمرًا أو بالرش أو التنقيط. وعلى النقيد من تلك السهولة النسبية للمياه السطحية، نلاحظ إنه عقب غيض المياه بسطح التربة ثم نفاذها وتغلغلها لأسفل بالرواسب الصخرية تصبح مسألة دراسة المياه فى الثرى (التراب) وما تحت الثرى أشد صعوبة وهنا تظهر توجيه قدر كبير من الجهد لدراسة المياه فى الخزانات الجوفية وفهم كيفية حدوث الشحن المائي الذى يغذى تلك الخزانات وكيفية التعرف على الفواقد من حوض الصرف بالبخر وعلاقة نوعية المياة بالصخور الحافظة لها بداخل المسام المحصورة بين حبيبات الصخور المسامية والمتشققة.
ومن الواضح أن المناطق العروفة بقلة أمطارها حاليا تسمى (المناطق القاحلة) تحتوي فى أعماقها على تركيبات صخرية ومسامية ذات مسام متسعة نسبيا بدرجة معينة بحيث إستطاعت الاحتفاظ بمخزون من المياة الجوفية التي تم شحنها خلال عصور قديمة. كانت تلك المناطق تتمتع بمناخ قديم شديد الإختلاف عن مناخ القحط السائد حالياً إذ كانت فى الماضي تلقى أمطاراً بمعدلات مرتفعة أو متوسطة واستمر ذلك لعدة آلاف من السنين مما أدى إلى تكوين الخزان الجوفي الذى قد لا يتجدد حالياً، وقد يتجدد ولكن بنسب ومعدلات بسيطة. ويمكن إعتبارها مياة حفرية.
الإمــارات العربية المتحدة كإحدى دول المنطقة العربية ونتيجة للزيادة السكانية والحاجة المتزايدة للمياه والغذاء أصبح التوسع الزراعي فيها مرهوناً بكمية المياه الجوفية المتاحة مما أدى إلى تكثيف التركيز على فهم ظروف تكوين واستخراج المياه الجوفية حتى يمكن تقويم هذا المورد ووضع أساليب الاستغلال الأمثل له، علماً بأن الزراعة تستهلك 85% من إجمالي المياه العذبة المنصرفة سنويا في العالم.
وتوزع المياة بالكرة الأرضية كالتالى:
المحيطات والبحار | 97.255% من الإجمالى |
المياة باليابس | 2.745 % من الإجمالى |
الماء السائل باليابسة | 22.75 % من المياة باليابس |
توزيع المياة باليابسة:
الغطاء الجليدى | 77.22 % من المياة باليابس |
المياة الجوفية | 21.96 % من المياة باليابس |
البحيرات العذبة | 332 .0 % من المياة باليابس |
البحيرات المالحة | 279. 0 % من المياة باليابس |
رطوبة التربة | 175. 0 % من المياة باليابس |
الأنهار | 003 . 0 % من المياة باليابس |
الرطوبة الجوية | 034 . 0 % من المياة باليابس |
وتبعا لما ورد في الجداول نستنتج أن المياة الجوفية تشكل 96.5 % من الماء السائل المتواجد باليابسة. بمعنى أن الأغلبية الساحقة من الماء السائل المتواجد بالقارات هي مياة جوفية.
* م. صبري الغنيمي استشاري حفر آبار.