هل تخيلت يوما أن يكون لك إسمان، أحدهما متعارف عليه لدى عامة الناس و الآخر لا يعرفه إلا مجموعة معينة منهم؟ و تصور أنك تقف في المطار و يسألك ضابط الشرطة: ما إسمك؟ فتجيب: أي إسم تريد؟ الإسم العلمي أم الإسم العام؟ هذا غريب طبعا، و أرجو أن لا يفعلها أحدكم على سبيل التجربة مع ضابط الشرطة! إنما ما أتكلم عنه موجود في عالم الحيوان و النبات، و هذا الأخير هو الذي يعنيني فقط فيما سأكتب.
الإسم العام: أسماء النباتات التي نعرفها في اللغة العربية و الإنكليزية هي أسماء عامة، مثل البطاطا (potato) و الخوخ (plum) و الكوسا (marrow) و غيرها من النباتات .. و لو دققنا في هذه الأسماء سنجد أنها تختلف عادة من بلد لآخر أو من منطقة لأخرى، سواء فيما بين البلدان العربية أو بين دول الغرب.
فأنظر مثلا إلى البطاطا، هذا هو إسمه في بلاد الشام، بينما يسمى بطاطس في مصر. حسنا هذا ليس فيه مشكلة إذ أن الإسمين متشابهين. ماذا عن الخوخ الذي يسمى أيضا البرقوق؟! أما الكوسا فإنني متأكد أن له أسماء كثيرة في مختلف البدان العربية، لكنني سأحتاج إلى مساعدتكم في هذا.
الأمر مشابه في اللغة الإنكليزية فيما يخص الأسماء العامة للنباتات، إذ تختلط أحيانا الأسماء بين النباتات المشابهة بينما تتشارك أسماء معينة في نبات واحد. الكوسا مثلا يطلق عليه marrow بينما في أمريكا يقال له zucchini و إن كان الأخير يُعنى به نبات القرع الصيفي الذي يشبه الكوسا إلى حد كبير. و أيضا الخوخ، يطلق عليه peach و plum و bullace و يعلم الله الأسماء الأخرى …
الأمثلة تطول و المشكلة قد تتفاقم و لا بد من وجود إسم محدد لكل نبات، بحيث تميّزه عن غيره من حيث الجنس الذي ينتمي إليه ذلك النبات و من حيث الإسم الخاص به. من هنا إعتُمدت الأسماء اللاتينية أو العلمية التي تطلق على النباتات في علم النبات.
و قبل الشروع في الحديث عن تلك الأسماء، أود أن أشير أن اللغة العربية وجدت نفسها مضطرة لإستخدام تلك الأسماء رغم أنها لاتينية، ذلك أن نباتات كثيرة جدا ليس لها أسماء أو دلائل لغوية في لغتنا العربية. و كذلك الأمر بالنسبة للغة الإنكليزية فإن نباتات كثيرة تحمل فقط إسما علميا، فليس لها إسم عام.
الإسم العلمي (اللاتيني): يسمى باللغة الإنكليزية Scientific name أو Botanical name و هو عبارة عن إسمين، الأول يدل على جنس النبتة (genus) و الثاني يدل على صنفها أو نوعها (species). النباتات التي تنتمي لنفس الجنس تحمل خصائص متشابهة. و لكن النبتة الواحدة لا يمكن أن تنتمي لأكثر من جنس واحد. يُكتب الإسم العلمي مائلا أو تحته خط دائما.
لنضرب مثلا بالأشجار التي تنتمي لجنس الفيكس (Ficus)، فإن منها عشرات الأنواع التي تتشابه خصائصها إنما يختلف شكلها عن بعضه البعض. لاحظ مثلا في أسفل هذه الصفحة كيف أنك تجد أنواعا عديدة من أشجار الفيكس، و لاحظ أن أن أسماءها جميعها تبدأ بـ Ficus و تنتهي بإسم خاص بكل نبتة.
تفيدك الأسماء العلمية عندما تختلط عليك أسماء نبات معين أو عندما لا تجد له إسما عاما. و إذا خفت أن لا يفهمك بعض الناس عند حديثك عن نبات غير شائع، فإنه بإمكانك أن تذكر إسمه في بلدك ثم تذكر إسمه العلمي حتى تزيل كل إحتمالات عدم فهم ما ترمي إليه. ثم يأت الزائر و ينسخ الإسم العلمي ثم يضعه في خانة البحث في غوغل ليعرف عن ماذا تتكلم بالتحديد.
جرب البحث عن الإسم العلمي: Malus domestica و شاركنا بالنتيجة.
و لو أردت أن أشبه هذا بأنفسنا، أقول مثلا أن “آل العلايلي” يمثّلون جنسا معينا من البشر، فهم يشتركون في خصائص معينة كالكرم و التسامح و التضحية، و ينتمي إليهم أحمد و محمد و علي و عمر و كل هؤلاء الأشخاص يختلفون عن بعضهم البعض بأشكالهم و صورهم، أي أن كل منهم يمثل نوعا مختلفا من جنس آل العلايلي.
مشكلة الأسماء العلمية أنها صعبة الحفظ، إنما ليس من الصعب معرفتها إذا تم البحث عنها. و مشكلتها أيضا أنها ليست شائعة بين الناس. بإمكانك من خلال هذا الموقع أن تبحث عن النباتات بأسمائها العامة لمعرفة أسماءها العلمية، و العكس. كم سيكون منظرك مضحكا إن قلت لصاحب المشتل: أريد شتلة Malus domestica لأزرعها في حديقتي؟! إذا فعلت ذلك و حدجك بنظرة قاسية فلا تلومنّ إلا نفسك … و الحمد لله بكل الأحوال أن كلمة تفّاح موجودة في اللغة العربية!
أخيرا، أخشى أن يكون من بين زوار الموقع من هم فعلا من أبناء آل العلايلي التي إعتبرتها وهمية، فإن حدث هذا سأناشدكم التسامح، فأنتم أهل الكرم و التضحية!