تعتبر زراعة الزيتون إحدى القطاعات المهمة في الدول المطلة على حوض البحر الأبيض المتوسط و ذات أهمية تاريخية و ثقافية و عنصر تواصل متوسطي – دولي. و تزداد أهمية هذه الزراعة مع زيادة الطلب العالمي على زيت الزيتون الذي يتمتع بخواص تذوقية ينفرد بها عن باقي الزيوت النباتية بالإضافة إلى أهميته الغذائية و الطبية.
و يعتبر الزيتون مادة غذائية أساسية من السلة الغذائية المفيدة لذلك من المهم جدا أن نتعرف على التركيب الكيميائي لثمرة الزيتون. مع العلم أن ثمرة الزيتون تختلف في الشكل و اللون و التركيب و مواصفات الزيت المستخرج منها تبعا لتباين درجة النضج و الصنف و الظروف البيئية السائدة و الخدمات الزراعية المقدمة للشجرة.
ثمرة الزيتون عبارة عن حسلة تتكون من القشرة و اللب و الغلاف الخشبي و البذرة و يشكل اللب الجزء الأساسي في الثمرة و يتركب من المكونات التالية:
* الماء: و يعتبر المكون الرئيسي لثمرة الزيتون و يمثل 65-72% من وزن الثمرة وفقا لدرجة نضجها و يساهم الماء في الحفاظ على شكل و قوام الثمرة حيث أن التعرض للجفاف و نزع الماء منها يعرّضها للتجعّد.
* المواد الدسمة: هناك نوعان من المواد الدهنية التي تدخل في تركيب الثمرة الأول الجليسيريدات الثلاثية و يأتي منها الزيت المستخلص من الثمرة و الثاني المركبات الشحمية و هي التي تشكل الوحدات الخاصة ببناء جدر الخلية.
* السكريات:
السكريات الأحادية: و تتألف من الجلوكوز و الفركتوز و السكروز إضافة إلى المانتول و يشكل السكروز 0.3-0.24% في اللب بينما تصل نسبة المانتول إلى 55-0.63% أما مجموع المواد القابلة للتخمر في اللب 2.5- 6.5% و ترتفع نسب هذه المواد خلال عمليات التخزين و التسويق.
السكريات المعقدة: و تشمل على السيللوز و اللغنين و البنتسون و تشير الدراسات إلى أن نسب السيللوز لا تتأثر أثناء عملية تحضير زيتون المائدة و لكن التحول فيها يؤدي إلى ليونة الثمرة.
* البروتينات: هناك نوعان من البروتينات في ثمرة الزيتون الأول قابل للذوبان في الماء و الثاني غير قابل للذوبان في الماء و يقدر إجمالي البروتينات حوالي 1.5% من مكونات الثمرة و تركيبها مفيد لأنها تحتوي على الأحماض الامينية الأساسية في التغذية البشرية و الجزء الذائب منها و غير القابل للذوبان يعتبر مفيد في وسط المحلول أثناء تحضير زيتون المائدة.
* البكتين: تلعب البكتينات دورا هاما في تماسك الخلايا أثناء تحضير زيتون المائدة أو تخزين الزيتون و يشكل البكتين ما بين 1.86-2.32%.
* الأحماض العضوية: وهي الاكسليك و الموليك و الستريك و نسبتها 0.1 – 0.2 % و تختلف نسبتها حسب الصنف و درجة النضج و تساهم الأحماض العضوية في خفض رقم (PH) أثناء تحضير زيتون المائدة.
* البوليفينولات: تحتوي جميع أصناف الزيتون على مادة البولي فينول التي تسبب الطعم المر أو الحامض في اللب و يشكل البولي فينول 7% من إجمالي المكونات في الثمرة من الوزن الجاف و تختلف هذه النسبة من صنف لآخر و تفقد الثمار حوالي ثلث الكمية من هذه المواد أثناء التصنيع كي تصبح صالحة للأكل.
* الفيتامينات: تحوي ثمار الزيتون على مجموع الفيتامينات التالية كاروتين- فيتامين ج – ثيامين – فيتامين E- أثناء عملية التحضير يتغير محتوى الفيتامينات الذوابة بالماء ( ثيامين و فيتامين E) أما الفيتامينات الذوابة في الدهون فلا يطرأ عليها تغيير يُذكر.
* الصبغات: تحتوي ثمار الزيتون على صبغات ذوابة في الدسم مثل اليخضور (A-B) إضافة إلى العديد من شبه الكاروتين و صبغات ذوابة في الماء مثل الانثوثياثين . و تركيز هذه الصبغات في كل من الثمرة و المحلول الملحي متساوي بينما تفقد الثمار أثناء عملية التصنيع 20-25% من الصبغات الذوابة في الدهون.
إقرأ أيضا – زراعة الزيتون في الخليج – زراعة الزيتون في الأرض الكلسية – أسرار زيت الزيتون – التركيب الكيميائى لزيت الزيتون